תקצירי הסגל 2023
خيالي ككاتب وخيال الأطفال
رافع يحيى
الخيال دنيا والكتابة مغامرة لرصد هذه الدّنيا. ولم يكن هذا الخيال بمعزل عن وعي الانسان. فهو يرافقه منذ أن وجد على هذه الأرض. هو «اختراع» بشريّ قد وُجد لعدّة أسباب منها، تفسير هذا الكون كولادة الأساطير، أو استكشاف مجهول كقصص الخيال العلمي، أو الحصول على لذّة ( تعويض نفسي) وفيما بعد سمّي خيال موجّه أو بيبليوترابيا.
إذًا فالخيال هو حاجة بشريّة أساسيّة. واعتبره البعض ملكة من ملكات النّفس. وهو يختلف من شخص لآخر ومن ثقافة إلى أخرى، وللبيئة والتّراكمات المعرفيّة والتّجارب الشّخصيّة، دورها في تنمية هذا الخيال. وهنا يسأل السّؤال الهام، هل خيال الأطفال يختلف عن خيالنا (مجتمع الكبار)؟ وما هو الفرق الأساسي بينهما؟ وكيف ينعكس هذا الخيال خلال كتابة القصص. وسنركّز خلال هذه الورقة على تفسير خيال الأطفال من خلال نصوص كتبتها مجموعة طلّاب من المدارس الابتدائيّة خلال دورة الكتابة الإبداعيّة في طرعان.
نحن نفترض وجود فروق لأسباب كثيرة، منها، المرجعيّة الثّقافيّة لدى هؤلاء الأطفال، واختلاف الاهتمامات، ومن الطّبيعي أن تكشف هذه الفروقات بونًا بين خيالي ككاتب وخيالهم كأطفال، فمرجعيّتي الثّقافية تختلف عن مرجعيّاتهم الثّقافيّة. وستحاول هذه الدّراسة الإجابة على الأسئلة التّالية، هل للأطفال خيال خاص بهم؟ هل خيالهم مجنّح أم هو خيال سقفه منخفض ويحاكي واقعهم؟ وهل للتكنولوجيا تأثير على هذا الخيال؟ هل هو خيال منتظم أم خيال مبعثر، ولا يقود لهدف؟
سنفحص هذه الفرضيّات من خلال تحليل هذه النصوص الّتي ستكون في متناول أيدينا، وسنخرج باستنتاجات وإجابات على هذه الأسئلة.