دلالات الخزّان في رواية رجال في الشّمس لغسّان كنفاني

عصام عساقلة

تهدف المحاضرة إلى التّعرّف إلى دلالات الخزّان في رواية رجال في الشّمس لغسّان كنفاني، ومن ثَمّ الكشف عن رؤية ورؤيا الكاتب تجاه شعبه، تاريخه، ظروفه وتطلّعاته.
اِعتمدت الدّراسة المنهج الوصفيّ التّحليليّ في معالجة دور الخزّان في الرّواية بطريقة علميّة، ووضعه في إطاره الصّحيح، وتفسير جمي الظّروف المحيطة به، والمتغيّرات المتعلّقة به، وصولًا إلى تفسيرات منطقية لها دلالات وبراهين تساهم في تحديد نتائج الدّراسة.

كشفت الدّراسة عن النّتائج التّالية:
الخزّان رمز للموت والحصار الّذي يتّجه إليه الشّعب الفلسطينيّ بعد عام النّكبة 1948، والخزّان رمز للوجود الفلسطينيّ الجامد خارج التّاريخ حيث لا سيطرة للفلسطينيّ عليه، وحيث يشعر الفلسطينيّ بالغربة والاغتراب في المكان والزّمان.
على الفلسطينيّين دقّ جدران الخزّان ومن ثمّ تحطيمه والخروج إلى المواجهة الحقيقيّة كي يحصلوا على حياة كريمة وحرّة، وعليهم أن يصرخوا في وجه العالم كي يتغيّر واقعهم، وقبل أن يتحوّلوا إلى جثث هامدة.
حلّ القضيّة الفلسطينيّة يجب أن يأتي من الدّاخل جماعيًّا، وليس من الخارج فرديًّا، لأنّ الحلّ الخارجيّ الفرديّ مصيره الفشل.
على الشّعب الفلسطينيّ ألّا يبقي ساكتًا، ويفتّش عن الحلّ في الهجرة من بلد إلى آخر، وعلى الأجيال القادمة ألّا تصمت، ولا تسكت على مثل هذه التّصرّفات، وعليها توجيه النّقد البنّاء للقيادات العاجزة، وعليها أن تحسن اختيار القادة لأنّهم هم الّذين يقودونها إلى الخلاص والاستقلال.
المصير والهويّة سيّان: أن يموت الفلسطينيّ في خزّان يعني أنّه هشّ البناء، ساكن، ضامر، هزيل الطّبيعة، لكن أن يموت في حومة المعركة يعني أنّه رجل صلب وشجاع. مصيره هويّته، وهويّته مصيره.