اللّغة والأسلوب في الشّعر المحلّيّ

[השפה והסגנון בשירה הערבית המקומית]

د. حسين حمزة

لا شكّ أنّ اللغة هي المدخل الأساسيّ في نقد الشعر وتذوّقه، لأنّ الشاعر يوظّفها لذاتها، فتصبح اللغة هي الدالّ شكلًا على المضمون الذي يشكّل رسالة الشاعر. لقد بُحث موضوع اللغة والأسلوب عند بعض الشعراء الفلسطينيّين، لكنّه لم يبحث من خلال منظور عام يشمل عيّنة دالّة على تطوّر الشعر الفلسطيني المحلّيّ، وهذا ما يسعى إليه البحث الحاليّ.

يحاول البحث من خلال العيّنة المختارة تتبّع تطوّر اللغة في الشعر الفلسطينيّ المحلّيّ من خلال الوقوف على معجم الموتيفات والرموز التي تشكّل لغة هذا الشعر، والوقوف على التناصّات المختلفة لهذه اللغة المتجسّدة في توظيف اللفظ الشعبيّ، المثل الشعبيّ، اللهجة الفلسطينيّة، توظيف لغة الآخر، وألفاظ المكان والنباتات التي تشكّل ميزة مهمّة في بلورة هويّة هذه اللغة.

لا يمكن الفصل بين اللغة، باعتبارها شكلًا، والمضمون باعتباره رسالة؛ قد تكون أيديولوجيّة، اجتماعيّة، ثقافيّة وسياسيّة. ومن ثمّ فإنّ اللغة في سياقها الفلسطينيّ المحليّ ليست تعبيرًا عن هواجس ذاتيّة فقط، بل تتجاوز الهمّ الذاتيّ لتصبح اللغة وسيلة أساسيّة في تشكيل الهويّة الفلسطينيّة وتثبيتها من خلال مصاحبات نصيّة ترتبط ارتباطا وثيقًا بذاكرة المكان، والذاكرة التاريخيّة الجمعيّة في بُعديها الفلسطيني الشعبيّ والقوميّ العربيّ.